عشق النصر بين المدافع والدبابات
الكاتب : علي دعرم
مررت هنا سابقاً..
وها أنا أمر الآن ...
وسأعود لأمر لاحقاً...
لا لشيء ولكن لأن النصر يجبرك أن تكتب عنه دائماً.. يجبرك أن تحترمه حاضرا ولن أقول "غائباً" لأنه كالشمس لا يغيب، وإذا غاب فوداعا للحياة...
صورتان جعلتني أعيد التجربة في الكتابة عن الأمة النصراوية..
أولها الطفل الذي يجري وسط المدافع والدبابات في اليمن هارباً من جحيم الحوثيين متمسكا بعشقه الأبدي وسط نيران الحرب حيث عرضته كل الفضائيات وهو متمسك بقميص النصر في أحلك الظروف ..
هذه اللقطة ذكرتنا بطفل آخر ولكن في موقع آخر في عاصمة الثقافة العربية "بغداد" عام 2003 عندما وقف بشجاعة الكبار أمام إحدى الدبابات الأمريكية ليس في يده شيء وقلبه يئن من الغزو وكل حيلته أنه مرتد القميص الأصفر.. هاتان اللقطتان لم تأتيا من فراغ بل هما عينتان تناستهما "زغبي" فلم يدر بخلدها أن تتجاوز شعبية النصر حدود الوطن..
أما الصورة الثانية فهي في منطقة أكثر سلماً، فالكل شاهد كيف عجز لاعبو النصر عن الوصول إلى الحافلة في مطار مسقط، ومن تابع هذا الاستقبال اعتقد أن الطائرة الصفراء عادت اضطرارياً إلى مطار الرياض، والواقع يقول إن العمانيين أكثر الشعوب تمسكاً بالوطنية ولكن كل شيء يندثر من أجل حب النصر فلا وطنية ولا مساندة لنادي الوطن في ظل حضور السحر الحلال "النصر".
لا أدري إن كانَ سهلاً أن يعترف المتزمتون بهذه الشعبية من تلقاء أنفسهم أم يحتاجون إلى براهين أخرى؟
أعتقد أن الحقيقة جاءتهم هذه المرة عارية.. متجردة.. تبحث عن صدق أقلامهم من أجل أن ينصفوا هذا الجمهور العظيم الذي يقف بين الدبابات والمدافع وفي مدرجات الملز ومسقط وخلف أسوار النادي وفي استقبال النجوم.