الإعجاز في الأرضإعجاز القرآن فيما يحيط بنا من بحار وأراض وحيوان ونبات وجماد، ما هو إلا دليل قطعي على أن هذا القرآن كلام الله الذي خلقهم.. وقد حثنا القرآن على التدبر والتطلع إلى مخلوقات الأرض لنستدل بها على الخالق المدبر، وقد جاءت الآيات تلو الآيات تحثنا على النظر في الأرض ومحتواها، فما هو السر في ذلك؟؟ وصدق الله القائل؛ "لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس" (سورة غافر، 57).
<< قانون المط السطحي >>R]يقول تعالى في كتابه العزيز: "مرج البحرين يلتقيان * بينهما برزخ لا يبغيان" (سورة الرحمن، 19،20)، وقال أيضا: "وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا" (سورة الفرقان، 53)، في الآية الأولى تحدث عند دخول واختلاط "مرج" بين بحرين، وأن بين هذين البحرين فاصل "برزخ" فلا يطغى أحدهما على الآخر.. وذكر في الآية الثانية عن التقاء نهر وبحر ووجود حاجز أو فاصل "برزخا" فهذا الفاصل يمنع الدخول والخروج منه!!؟ فعن ماذا تتحدث الآية؟؟ في عام 1873م، طافت بعثة إنجليزية باسم "جالنجر" أماكن متعددة للالتقاء البحار والأنهار، واستطاعت هذه البعثة قياس مركبات المياه التي زاروها، فوجدت أن هناك خطوط "برزخ" وهمية تفصل بين البحار، وأن أي بحر يختلف في خواصه وتركيبه وملوحته وكثافته عن غريمه بعد الحاجز، وفي عام 1942م وبعد طول تجارب، ظهر قانون المط السطحي والذي ينص على أنه ما التقى بحران أو بحر ونهر فإنهما لا يذوبان ببعضهما، لأن تجاذب الجزيئات يختلف من سائل لآخر، لذلك يحتفظ كل سائل باستقلاله في مجاله.. ولاحظ الصورتين في شكل (1) وشكل (2) والتي توضح التقاء بحرين والتقاء نهر وبحر، والعجيب أن الحياة تختلف في كل من البحر والنهر ومنطقة الالتقاء، ولو نقل أي كائن حي من منطقة إلى أخرى لمات.. أليس حجرا محجورا؟؟
<< ظلمات البحر وأمواجه >>يقول الله تعالى واصفا حال الكافر؛ "أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور" (سورة النور، 40)
يضرب الله لنا مثل حال الكافر وأعماله بظلمات البحر العميق "اللجي" الذي يغشاه موج فوقه موج، وظلمات بعضها فوق بعض.. فعن ماذا يتحدث القرآن؟؟
اكتشف العلم الحديث ظاهرة عجيبة لا تحدث إلا في البحار العميقة "اللجة" وهي أن طيف النور إذا وصل إلى عمق 5 أمتار يختفي اللون الأحمر، فإذا وصل إلى 30 مترا يبدأ ظلام جديد ويختفي اللون البرتقالي، فإذا وصل إلى عمق 50 متر بدأت ظلمة اللون الأصفر، فعلى مسافة 100 متر يختفي اللون الأخضر، ثم مسافة 200 متر يختفي اللون الأزرق، "ظلمات بعضها فوق بعض"، فإذا وصل إلى عمق 500 متر، تبدأ عندها حركة اللون الأسود، حيث لا يرى الغواص في هذا العمق إلا شيئا أشبه بالظل، "إذا أخرج يده لم يكد يرها" فوصف القرآن دقيق جدا، فلم يقل لم يرها وإنما قال "لم يكد يرها" فمازالت هناك رؤية ولكنه سوداء..
ولا تتوقف الآية إلى هذا الحد، فقد قال تعالى "يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب" فهل هناك أكثر من موج؟؟ العلم ينطق بهذا.. فقد اكتشف في عام 1900 وجود موجين في البحر، موج سطحي وهو مل نراه نحن، وموج داخلي يعمل عادة عكس الموج السطحي.. فالآن اكتملت الصورة لنا، فهناك موج "داخلي"، من فوقه موج "سطحي"، من فوقه السحاب والهواء الجوي..
<< تلقيح السحب >>يقول تعالى: "وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم به بخازنين" (سورة الحجر، 22)
ومن الواضح أن المقصود من هذه الآية أن الرياح تلقح السحاب فينزل المطر، فكما اكتشف العلم الحديث، أن الرياح تحمل معها أجسام دقيقة جدا لا ترى في العين من أهم خصائصها أنها تمتص الماء.. بالإضافة إلى أن الرياح تسحب معها كميات كبيرة من بخار الماء، فعندما تأتي الريح على غيمه ليس فيها الماء الكافي لنزول المطر تلقحها حتى تصل إلى كمية الماء المطلوبة في السحاب فعندها يسقط المطر.
<< المطر >>يقول تعالى: "ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله" (سورة النور، 43)
لقد كشف العلم الحدث عن مراحل نزول المطر، فوجد أن السحب الصغيرة تبدأ بالتجمع وتكون كتلة كبيرة من السحب "يزجي سحابا"، ثم تبدأ عملية النمو والتآلف بين هذه السحب الصغيرة "ثم يؤلف بينه"، ونتيجة لهذا التآلف تصطف بعضها فوق بعض "ثم يجعله ركاما" أي تبدأ عملية الركم، فإذا ركم السحاب نزل المطر "فترى الودق يخرج من خلاله".
<< البرق >>يقول تعالى: "وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار" (سورة النور، 43)، قامت مجموعة من الباحثين بالبحث عــن سبب البرق، فدرسوا جميع أنواع السحب على اختلافها، فجدوا أنه لا يتكــون البرق إلا إذا وجد في السحاب الماء على حالتين (السائلة والصلبة)، أي في السحابة التي تكون درجة حرارتها ما بين (-10) إلى (-20) درجة سيلزية، وبهذا فهم يرسمون أحدث الأبحاث التي تقول بصريح العبارة أن البرق سببه البرد "من جبال فيها من برد" وأنه عند سقوط البرد، فإن أكثره يعود من أسفل السحابة إلى أعلاه بفعل تيارات الهواء، وتستمر حركته من أسفل إلى أعلى "فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء"، فيقوم بهذه العملية بتوزيع الشحنات في جسم السحابة فإذا نزل المطر، يصبح موصلا جيدا للشحنات الكهربائية، فيتكون البرق "يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار".
<< من بين فرث ودم >>قال تعالى: "وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين" (سورة النحل، 66)
يدل القرآن على كشف علمي مثير.. فاللبن الذي نقوم بأخذه من الأنعام كافة مصدره الأكل الذي تأكله الدابة والدم نفسه الموجود فيها.. وقد جاء العلم ليثبت ذلك، ويضيف بصمة جديدة شاهدة على إعجاز القرآن.
القصيم نت