فَلسَفَةُ الأَسئِلَة
قَلِيلٌ مِنَ الحُزنِ يَكفِي
لإِشعَالِ هَذا المَسَاءِِ الضَّرِيرِ
الذِي يَتَسَاءَلُ :
مَنْ أشعََلهْ !
وَأنَا مِثل كُلِّ العَلامَاتِ مُستَوحِشٌ
أَتَعَجَّبُ
أَغرَقُ فِي لُجَّةِ الأسئِلَةْ !
ضُمَّنِي أيُّهَا اللَيلُ
أَو فَانْتَبِذْ مِن فُؤَادِي مَكَانَاً قَصِيََاً
يُوَارِيكَ مِن نَجمَةٍ
قَطَّرَتْ ضَوءها
فِي عُيُونٍ عَلَى سُهدِهَا مُسْبَلَهْ !
آخِرُ الحَالِمِينَ أنَا
حِينَ أَكتُبُ عَن ثَغرِ فَاتِنَةٍ
خَبَّأَ الكَرْمُ فِيهِ اخْتِمَارَاتِهِ
لا أَقُولُ لَهَا :
آهِ مَا أجمَلَهْ !
فَالجَمَالُ إذَا حَجَّمَتهُ الحُرُوفُ
وَأَطَّرَهُ الوَصفُ
صَارَ بَدِيهَاً كَسَبُّورَةٍ مُهمَلَهْ !
الجَمَالُ بِكُلِّ التَّفَاصِيلِ مُختَبِئٌ
لَو شَدَدنَا إليهِ هَواجِسنا
لَوَجَدنَاهُ
حَتَّى بِخَاصِرةِ القُنبُلَة !
حِينَ أَكتُبُ عَن شَعْرِ فَاتِنَةٍ
دَلَقَ اللَيلُ قَارُورَةِ الحِبرِ فِيهِ
سَأَخجَلُ إِنْ قُلتُ إِنَّ
ضَفَائِرَهَا مُسْدَلَهْ !
سَوفَ أترُكُ
لِليلِ نَثرَ تَعَجُّبِهِ
فَوقَ مَفرَقِهَا
وَأَرَاهُ يُغَالِبُ دَهشَتَهُ
فِي سَوادِ جَدَائِلِهَا
وَيَقولُ لَهَا :
آهِ مَا ألْيَلَهْ !!
المَدَى وَرَقٌ
وَالقَصَائِدُ قِنِّينَةٌ
تَتَرَنـَّحُ فَوقَ السُّطُورِ
التِي حَدَّدَ الوَجدُ
أطوَالَهَا وَالوَلَهْ !
يَا عُيونَ الرِّيَاضِ
التِي يَهجَعُ اللَيلُ فيهَا
وَيَنسَى مَوَاجِيدَهُ:
مَن يُنِيمُ عُيونِي
وَخَوفِي؟
أنَا شَاعِرٌ جَاءَ مِن
آخِرِ الحُلمِ
صَحوَاً
وَمِن آخِرِ اليَأسِ
أُمنِيَةً
هَل يُعَنِّيهُ إِنْ لَمْ يَكُنْ
قَدْ رَأى أَوَّلَهْ ؟